تعد الزخارف مجال اهتمام للفنانين والطلاب والباحثين والهواة على حد سواء، وهي تمثل أحد فروع الفنون الجميلة التي يوليها المهندسون وهواة الرسم اهتمامًا خاصًا. تتكون الزخارف من مجموعة متنوعة من العناصر، بما في ذلك الحروف، الأرقام، الرسوم، الأشكال الهندسية، أشكال الحيوانات والنباتات، الرموز، فضلاً عن الخطوط المعقدة والمتناغمة. وتظهر الزخارف في أشكال جمالية تستخدم لتزيين المساجد، الكنائس، التحف، النقود، النياشين، الأواني، المباني، القصور، المتاحف، العملات، وبعض أعلام الدول. لذا، إن كنت ترغب في استكشاف كافة جوانب الزخارف، وكيفية صناعتها وأنواعها المختلفة، ندعوك لمتابعتنا في الموسوعة.
محتويات
أنواع الزخارف المتعددة
يبرز تاريخ الزخرفة الاستخدام الواسع لها في المجتمعات القديمة، حيث يمكن مشاهدة الزخارف في الرسوم الجدارية لمراكز العبادة، النقوش على التوابيت، الآثار، التماثيل، والعملات التي اكتُشفت في الكهوف وتحت الأرض. تعتبر الزخرفة وسيلة تعبير حضاري، تسجل نمط حياة الأمم السابقة على الجدران والأحجار. قبل ظهور الكتابة، كانت الزخارف تعبيرًا عن الذات وتوثيقاً للبيئة والأحداث الماضية، مثل الحروب، مواسم الحصاد، والأعياد الوطنية.
زخرفة الماندالا
تعود أصل زخرفة الماندالا إلى الحضارة الهندية، وتعتمد على ترتيب النقوش بدقة حول دائرة، حيث تمثل الدائرة مركز الكون.
الزخرفة التصويرية
اعتمدت العديد من الحضارات في التعبير عن حياتها على تقليد الكائنات الحية، من خلال تجسيدها في تماثيل مجسمة أو نقوش على الجدران في العصور القديمة.
الزخرفة النباتية
تميز الفنانون بإبراز جمال أشكال النباتات سواء على الجدران، البرديات، أو الأقمشة، مع العمل على تعديل وتحوير أشكالها.
الزخرفة الآدمية والحيوانية
استخدم الإنسان القديم، في الحضارات البدائية أو الفرعونية، الوصف للاحتفالات أو الأحداث مثل مواسم الحصاد والأعياد، وكذلك لوصف أنواع الحيوانات التي اصطادها أو رعاها، مثل (التنين، العقاب، النسر، والخنزير).
ملحوظة هامة: يُعتبر رسم الإنسان والحيوانات على الجدران من الأمور المحرمة في الإسلام.
الزخرفة الهندسية
استُخدمت الزخرفة الهندسية كإطارات للزخارف الأخرى قبل ظهور الإسلام، لكن بعد ذلك، أصبحت أكثر بساطة وخالية من التعقيد، حيث تم اعتماد الخطوط والدوائر بصورة أكبر في الزخرفة الإسلامية.
الزخرفة الكتابية
تحولت الزخرفة الكتابية، التي كانت تستخدم سابقاً كوسيلة للتوثيق والتواصل، إلى شكل من أشكال التزيين والجمال، فاستُخدمت في كتابة آيات من القرآن، الأحاديث، والأدعية على جدران المساجد وتزيين المصاحف وأغلفة الكتب.
تعتبر الزخرفة فنًا عظيمًا يساهم في تخليد الذكريات وتوثيق الأحداث الهامة التي لولاها لربما سقطت العديد من الأحداث التاريخية في طي النسيان.
القواعد والأسس المتبعة في الزخرفة
تتطلب الزخرفة الالتزام بعدة قواعد وأسس أساسية، ومنها:
التوازن: يتعين أن يكون توزيع الألوان متناغماً وغير مناقض لطبيعة الزخرفة.
التناظر: يعتبر التناظر من المحاور الأساسية حيث يجب الحفاظ على التشابه بين النصفين المختلفين للمحتوى.
التشعب: يحدث عند انفصال الرسوم عند نقطة، منحنى، أو خط مستقيم.
التناسب: يتطلب هذا المبدأ دقة الملاحظة، حيث يجب أن يتلاءم كل عنصر مع محيطه.
التكرار: يتم استخدام الرسوم بشكل متتابع ومتعاقب في الوحدات المختلفة.
ينقسم التكرار إلى ثلاثة أنواع: التكرار العادي الذي يستمر فيه تكرار الوحدات في نفس الاتجاه، التكرار المعاكس الذي يتضمن تكرار الوحدات في الاتجاه المعاكس، والتكرار المتبادل الذي يعتمد على تغيير النمط بين وحدتين أو ثلاث بالتبادل.