يسعدنا في مقال اليوم التحدث عن الشعر القصير، هذا الفن الأدبي الذي يعتبر من أبرز وأرقى أشكال التعبير. فالشعر يعتمد على الأبعاد الجمالية والمعاني العميقة أكثر من اعتماده على الوضوح السطحي. يُمكن للشعر أن يمنح الأفراد وسيلة فعّالة للتعبير عن مشاعرهم بطريقة سلسة وبسيطة، لذا سنسلط الضوء في هذه المقالة على بعض من أجمل الأبيات الشعرية القصيرة.
محتويات
أبيات شعرية قصيرة ومتنوعّة
أبيات شعرية عن الحب
من قصيدة “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي” للمتنبي:
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقى
وَلِلحُبِّ ما لَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
ما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
جالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
أحلى شيء في الحب هو الشك في الوصال مع الرب
وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
مقطع من قصيدة (تأتي الدلال سجية وتصنعاً) للشاعر أحمد شوقي:
تأتي الدلالَ سجية ً وتصنعاً
وأَراك في حالَيْ دَلالِكَ مُبْدِعا
تهْ كيف شئت ؛ فما الجمالُ بحاكم
حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا
لك أن يروعك الوشاة ُ من الهوى
وعليّ أَن أَهوى الغزالَ مُروَّعا
أبيات شعرية عن الوطن
من قصيدة “بلادي هواها في لساني وفي دمي” للشاعر مصطفى صادق الرافعي:
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ
ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها
يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ
فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
من قصيدة “وبلا وطني لقيتك بعد يأس” لأحمد شوقي:
وبلا وطني لقيتك بعد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا
وكل مسافر سيؤوب يوماً
إذا رزق السلامة والإيابا
وكل عيش سوف يطوى
وإن طال الزمان به وطابا
كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ
إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا
أبيات شعرية عن الأم
مقطع من قصيدة “لكنها أمي” للشاعر فاروق جويدة:
في الرّكن يبدو وجه أمّي
لا أراه لأنّه سكن
الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلاً لا ترى
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن توارى مثل كلّ الغائبين
يبدو أمامي وجه أمّي كلّما
اشتدت رياح الحزن وارتعد الجبين
من قصيدة (أمي يا ملاكي) لسعيد عقل:
أمي يا ملاكي يا حبي الذي سيدوم إلى الأبد
ولا تزل يداك أرجوحتي ولا أزل ولد
يرنو إلى شهر وينطوي ربيع
أمي وأنتِ زهر في عطرهِ أضيع
أبيات شعر عن الصداقة
مقتطف من قصيدة لمحمود سامي البارودي بعنوان “ليس الصديق الذي تعلو مناسبته”:
ليس الصَّدِيقُ الذي تَعلُو مناسبهُ
بلِ الصديق الذي تَزكُو شمَائِلُهُ
إنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ
أو نَابَكَ الهمّ لَم تَفتُرْ وسائِلُهُ
يرعَاكَ في حالتي بُعد ومقربةٍ
وَلا تُغِبُّكَ مِن خيرٍ فواضلُهُ
لا كالذي يَدَّعي وُدّاً وباطنُهُ
بجمرِ أحقادهِ تَغلِي مراجِلُهُ
من قصيدة “إلى الصديق” للشاعر إيليا أبو ماضي:
ما عزّ من لم يصحب الخذما
فأحطم دواتك واكسر القلما
وارحم صباك الغضّ إنّهم
لا يحملون وتحمل الألما
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
أحسبت أنّك تسمع الرّمما
ما قام في آذانهم صمم
وكأنّ في آذانهم صمما
القوم حاجتهم إلى همم
أو أنت مّمن يخلق الهمما