نقدم لكم إذاعة مميزة حول قضية مكافحة الفساد، والتي تُعد واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه العديد من المجتمعات حول العالم اليوم. ينجم الفساد عن تدهور القيم الأخلاقية لدى الكثير من الناس في زمننا هذا، حيث يغيب عنهم شعور الخوف من الله سبحانه وتعالى ورغبتهم في رضاه، مما يؤدي إلى انحدار سلوكياتهم. الكثير من الأفراد يبتعدون عن الله عز وجل، سواء من خلال عدم تقربهم منه أو عدم جعل رضاه أولوية في حياتهم، مما يُفضي إلى قلوب مليئة بالفساد، حيث يتركز اهتمامهم على متاع الدنيا الفانية دون الالتفات إلى الآخرة. وفي هذا السياق، يرصد هذا المقال أهم نقاط مكافحة الفساد.
محتويات
إذاعة عن مكافحة الفساد
مقدمة إذاعة مدرسية حول الفساد
تتباين أشكال الفساد في المجتمعات المختلفة، حيث يُعتبر الظلم أحد أبرز سماته. يتضح الفساد كذلك من خلال منح السلطة لأشخاص غير مؤهلين، كاستخدام الوساطة، مما يؤدي إلى ظهور الكثير من الأفراد في مناصب غير ملائمة، مثل إعلامي مضلل، أو مسؤول مختلس، أو معلم غير كفء، أو محامي فاسد، أو قاضٍ غير عادل. تدل هذه الظواهر على وجود خلل كبير في توزيع الأدوار. وتمثل هذه المسألة دليلاً واضحاً على اقتراب الساعة.
يشمل الفساد مجموعة من الممارسات السلبية مثل السرقة، الرشوة، الواسطة، والنفاق، كما أن الشائعات والمنازعات تبقى أيضاً جزءاً من مظاهر الفساد المتفشي في مجتمعاتنا.
كلمة الصباح حول الفساد
صباح الخير والتفاؤل لجميع الطلاب والطالبات والمعلمين. يسرنا في كلمة الصباح اليوم أن نتحدث عن كيفية مكافحة الفساد والممارسات السلبية في المؤسسات المختلفة، حيث يعتبر الحل في صلاح الحكم. وبقليل من العدالة والمساواة، يمكننا إصدار قوانين رادعة ضد ممارسات الفساد، وتطبيقها بموضوعية. كما ينبغي تقبل الشكاوى من المواطنين ضد الفاسدين. سيقوم الفاسد بالتفكير مليًا قبل اتخاذ أي قرار سلبي، مما يسهم في إعادة القيم المجتمعية وتنقية المجتمع من مظاهر الفساد.
فقرة القرآن الكريم
أفضل بداية يمكن أن نبدأ بها برنامج الإذاعة اليوم هو تلاوة من القرآن الكريم، حيث يقرأ الطالب الآيات التالية:
قال الله تعالى: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47).”
فقرة الحديث الشريف
روى العديد من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بينهم كابير بن نفير وكثير بن مرّة والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة الباهلي، قال: “إذا سعى الأمير للتحريض في الناس، فإنه يفسدهم.” يعتبر هذا الحديث موجهًا للأمة، وقد أخرجه الألباني في “صحيح أبي داود”.
فقرة الشعر العربي
من أروع ما كتب أمير الشعراء “أحمد شوقي”:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَ هَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما.
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما.
وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما.
وَأَينَ ذَهَبتُمُ بِالحَقِّ لَمّا
رَكِبتُم في قَضِيَّتِهِ الظَلاما.
لَقَد صارَت لَكُم حُكماً وَغُنماً
وَكانَ شِعارُها المَوتَ الزُؤاما.
وَثِقتُم وَاِتَّهَمتُم في اللَيالي
فَلا ثِقَةً أَدَمنَ وَلا اِتِّهاما.
شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً
عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما.
إِذا ما راضَها بِالعَقلِ قَومٌ
أَجَدَّ لَها هَوى قَومٍ ضِراما.
تَرامَيتُم فَقالَ الناسُ قَومٌ
إِلى الخِذلانِ أَمرُهُمُ تَرامى.
وَكانَت مِصرُ أَوَّلَ مَن أَصَبتُم
فَلَم تُحصِ الجِراحَ وَلا الكِلاما.
إِذا كانَ الرِماةُ رِماةَ سوءٍ
أَحَلّوا غَيرَ مَرماها السِهاما.
أَبَعدَ العُروَةِ الوُثقى وَصَفٍّ
كَأَنيابِ الغِضَنفَرِ لَن يُراما.
تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا
مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما.
أَرى طَيّارَهُم أَوفى عَلَينا
وَحَلَّقَ فَوقَ أَرؤُسِنا وَحاما.
وَأَنظُرُ جَيشَهُم مِن نِصفِ قَرنٍ
عَلى أَبصارِنا ضَرَبَ الخِياما.
فَلا أُمَناؤُنا نَقَصوهُ رُمحاً
وَلا خُوّانُنا زادوا حُساما.
وَنَلقى الجَوَّ صاعِقَةً وَرَعداً
إِذا قَصرُ الدُبارَةِ فيهِ غاما.
إِذا اِنفَجَرَت عَلَينا الخَيلُ مِنهُ
رَكِبنا الصَمتَ أَو قُدنا الكَلاما.
فَأُبنا بِالتَخاذُلِ وَالتَلاحي
وَآبَ مِمّا اِبتَغى مِنّا وَراما.
وَلينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ
فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراما.
جَعَلنا الحُكمَ تَولِيَةً وَعَزلاً
وَلَم نَعدُ الجَزاءَ وَالاِنتِقاما.
فقرة هل تعلم
- إن هناك عقابًا شديدًا من الله لمن يسهم في نشر الفساد في الأرض في الدنيا والآخرة.
- يعتبر الشيطان هو الجذر الرئيسي لكل فساد منذ بداية الخلق وحتى الآن.
- تؤدي عواقب الفساد إلى كارثة على المجتمع، وهذا موضح في العديد من آيات القرآن الكريم.
- الظلم هو الشكل الأكثر وضوحًا للفساد. هل كنت تعلم ذلك؟
- دخول الظلم إلى المجتمع يتسبب في دمار كبير. هل تعرف ذلك؟
- حرم الله سبحانه وتعالى الظلم على نفسه وعلى عباده. هل تعلم؟
- يجب أن يُعاقب كل من يظلم، حتى لو بعد مدة طويلة.
خاتمة قصيرة عن الفساد
تناولت إذاعتنا اليوم موضوع الفساد وتأثيره الشامل على المجتمع. وأكدنا على أهمية الابتعاد عن الصفات والسياسات التي تسهم في نشر الفساد والتأكيد على ضرورة العمل على إعادته إلى الطريق الصحيح للحفاظ على القيم والأخلاقيات في مجتمعنا.