يُعتبر التساؤل عن الآثار الناتجة عن الكلام عن الله بدون علم من أهم المواضيع التي تناولتها مادة التفسير في الصف الثالث الثانوي. يشير “القول على الله بغير علم” إلى أن يصدر المسلم حكمًا أو فتوى دون أن يكون لديه الدليل الكافي من الكتاب والسنة. فعندما يطلق مسلم حكمًا دينيًا دون معرفة شاملة بالمعرفة الشرعية، يكون قد وقع في محظور خطير. لذا، يُعتبر هذا الموضوع موضع اهتمام عميق من قبل العلماء والدعاة، ويجب على المسلم أن يتحرز من إصدار أي فتوى وهو غير ملم بالعلوم الشرعية. في الفقرات التالية، سنستعرض الحكم الشرعي حول هذا الأمر.
ما هي الآثار المترتبة على القول على الله بغير علم؟
قد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن قول ما لا يعرفون في كتابه العزيز، حيث ورد في سورة النحل قوله: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ). يُعتبر هذا الفعل من الكبائر التي تماثل ذنوب الشرك، وله تأثيرات سلبية جسيمة على المجتمع. فعندما يكون هناك قول على الله بغير علم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نشوب الفتن والصراعات بين الأفراد، وحتى قد يتطور الأمر إلى حروب كما حدث في حروب الردة في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث أُثيرت الفتن بسبب ادعاء مسليمة الكذاب للنبوة.
إن إبداء الرأي بشأن الله دون معرفة شخصية يُعد من الأمور الممنوعة، ويأتي ذلك ضمن قائمة الفواحش والإثم والبغي والشرك بالله. يُستدل على ذلك من قول الله تعالى في سورة العنكبوت: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).
وقد أوضح الله سبحانه وتعالى عاقبة الذين يتحدثون عنه بغير علم، حيث يعاقبهم بالعذاب الأليم، كما جاء في قوله تعالى في سورة النحل: (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)).