اسباب واحداث معركة ذات السلاسل

في هذا المقال من موسوعة، نستعرض معركة ذات السلاسل، التي دارت بين الفرس بقيادة هرمز والمسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد. وقعت أحداث هذه المعركة في منطقة الكاظمة، الواقعة في شمال دولة الكويت الحالية، ولهذا يُشار إليها أحيانًا باسم معركة الكاظمة. كانت المعركة في شهر محرم من العام الثاني عشر الهجري، ما يوافق عام 633 ميلادي، وقد حقق المسلمون فيها نصراً كبيراً على الفرس.

تُعد هذه المعركة هي الأولى بين الدولة الفارسية والخلفاء الراشدين، وكان الهدف منها توسيع نطاق الدولة الإسلامية وتحقيق التوسع الإقليمي.

سنتناول في السطور القادمة تفاصيل هذه المعركة وأسبابها.

أسباب معركة ذات السلاسل

أسباب معركة ذات السلاسل
أسباب معركة ذات السلاسل

عقب انتهاء حروب الردة في الجزء الشرقي من الجزيرة العربية وانتزاع النصر على يد سيدنا أبو بكر، بدأ النظر نحو نشر الإسلام في كافة أنحاء العالم.

كانت الدولة الإسلامية في ذلك الحين محصورة بين دولة الروم في الشمال ودولة الفرس في الشرق، حيث اعتبرت الدولة الفارسية أقوى وأكثر شدة في الكفر من الروم، ما جعل القرار يوجه نحو القضاء على الفرس أولاً.

عندما سمع أبو بكر عن مجموعة من رجال المثنى بن حرثة الشبياني في حدود العراق، استفسر عنه وعثر على أنه يتمتع بسمعة طيبة، حيث أشاد به القيس بن عاصم المنقري. وعليه، جاء المثنى إلى المدينة ليتم إلحاقه بجيش المسلمين لمحاربة الفرس.

بعد توثيق العهد مع أبو بكر، تم إرسال المثنى لمتابعة الغزوات، وطلب منه إبلاغ خالد بن الوليد بكل الأمور، والتوجه معه إلى العراق. استعد خالد بن الوليد جيدًا للقتال مع جيشه المكون من ألفي مقاتل، إلى جانب المثنى الذي جمع 8000 مقاتل إضافيين، ليصل العدد في النهاية إلى 18,000 مقاتل بعد تزويدهم من قبل الخليفة أبي بكر.

أحداث المعركة

أحداث المعركة
أحداث المعركة

وضع سيدنا أبو بكر خطة محكمة، حيث أوكل إلى القائد عياض بن غنم الفهري مهمة الهجوم من الشمال، بينما توجه خالد بن الوليد من الجنوب.

في البداية، حاول خالد بن الوليد التواصل مع حاكم العراق الفارسي برسالة تحمل ثلاثة خيارات: الإسلام، أو الجزية، أو القتال. كانت رسالته تتضمن عبارة مفادها: “فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك ولقومك الذمة، وأقرر بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك، فلقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.”

رفض الحاكم الفارسي عرض الإسلام، وفضل خيار القتال، فطلب المساعدة من الكسرى الذي استجاب بسرعة وأرسل له التعزيزات.

توجه خالد بن الوليد صوب منطقة الأبلة، متخذًا هذه المنطقة قاعدة لحرمان الفرس من الإمدادات العسكرية، لأنها كانت الميناء الوحيد المتاح لهم على الخليج العربي. وعندما لاحظ هرمز تحركات خالد، اعتقد أنه يتحصن في الكاظمة، ولكنه لم يكن يعلم بخطط خالد الاستراتيجية.

انتصار المسلمين

انتصار المسلمين
انتصار المسلمين

تم الإبلاغ عن نيّة خالد بن الوليد التوجه إلى منطقة الحفير، فأسرع هرمز إلى التحشيد لجيوشه والدفاع عن موقعه، ولكن ذكاء خالد دفعه لتغيير مساره إلى الكاظمة. ومن هناك، أتاح الجنود لأنفسهم فرصة للراحة قبل المعركة.

مع تصاعد الغضب لدى هرمز بسبب تكتيكات المسلمين، قرر أن يتخذ موقعًا بالقرب من الموارد المائية للحد من قدرة المسلمين على الوصول إليها. خلال هذا الوقت، حث خالد جنوده بكلمات تحفيزية، قائلاً: “انزلوا الأثقال واشربوا الماء، ثم استعدوا لملاقاة العدو. سنجعل الماء يصل إلى من يتحلّى بالصبر والشرف في القتال.”

على الجانب الآخر، كان هرمز يحرص على توحيد صفوف جيشه، مما جعله يأمرهم في قوة ردا على استعدادات المسلمين، بما في ذلك ربط أنفسهم بالسلاسل لمنع الهرب. كما بدأ يخطط لتنفيذ عملية اغتيال ضد خالد بن الوليد.

بعد بدء المعركة، أدرك القعقاع بن عمرو التميمي ما ينوي هرمز الاستعانة به، واندفع للانضمام لصفوف خالد، مما أسفر عن هزيمة شديدة للفرس بعد أن تمكن خالد بن الوليد من قتل هرمز. استغل المسلمون حالة الفوضى في صفوف الفرس، ونجحوا في تحقيق نصر ساحق، حيث قُتل حوالي 30 ألف فارس، بينما تمكن قادة جناحي جيش الفرس، أنوشجان وقباذ، من الفرار.

Scroll to Top