فاطمة بنت الشيخ إبراهيم، والمعروفة بلقب أم كلثوم، هي واحدة من أعظم المطربات التي شهدها العالم. كان صوتها من أكثر الأصوات تأثيرًا في الأعياد الدينية والمناسبات التاريخية وغيرها، حيث شاركت في العديد من الأعمال الخيرية التي تهدف إلى رفع شأن بلدها والدفاع عنها، مما جعلها رمزًا للوطنية. هنا نستعرض سيرة حياتها بكل تفاصيلها من خلال هذه الموسوعة.
محتويات
أم كلثوم
السيرة الذاتية لأم كلثوم
- اسمها الكامل هو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، ولدت في عام 1904 في محافظة الدقهلية، جمهورية مصر العربية.
- نشأت في أسرة بسيطة حيث كان والدها إمام مسجد، وكانت والدتها تعمل كربة منزل وتعتني بالأبناء.
- تنتمي فاطمة إلى عائلة مسلمة.
- فاجأ والدها بموهبتها منذ صغرها، حيث كانت تتلو آيات القرآن الكريم بصوت جذاب، مما جعلها تتفوق على أخيها في هذا المجال.
- استعان والدها بمصحفها وقدمها للعديد من الأئمة والشيوخ الذين أشادوا بموهبتها، وحفظت القرآن الكريم كاملاً بتجويده.
- بعد فترة، تمكنت من إقناع والدها بالاشتراك في الاحتفالات والأعراس الصغيرة في قريتهم، ولكن الأمر تطلب وقتًا.
- تجولت في المناسبات الدينية وبدأت في أداء الأغاني وأحيانًا بعض آيات الذكر، وكان والدها يقدمها للجميع كأبنة محافِظة على العادات المصرية التي تحتم بقاء الفتاة في المنزل فقط.
- انتشر اسم أم كلثوم بسرعة، ووصل صيتها إلى منازل الأثرياء الذين أعجبوا بأدائها، حيث حصلت ذات مرة على 10 قروش، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، وانتشر صيتها في جميع أنحاء دلتا النيل.
مسيرة أم كلثوم الفنية
- اكتشف المغني المعروف أبو العلا محمد موهبتها وهي في السادسة عشرة من عمرها، وقام الملحن محمد ذكريا أحمد بلفت نظرها وأقنعها بالانتقال إلى القاهرة.
- انتقلت العائلة بالكامل إلى القاهرة وانطلقت أم كلثوم في مسيرتها الفنية، حيث تلقت دروسًا موسيقية من أفضل المعلمين، أبرزهم أشرف أمين.
- استقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة منذ ظهورها على المسرح، ورغم صعوبة الوضع، لم يقف أحد في طريق نجاحها، حيث أطلق عليها بعضهم لقب “البدوية” بسبب ملابسها الريفية التقليدية.
- في عام 1926، بدأت مسيرتها الفنية الحقيقية بتوقيع عقد مع شركة تسجيلات جرامافون، حيث حصلت على راتب سنوي ونسبة من مبيعات الأقراص.
- في تلك الأثناء، تعرفت على الشاعر المعروف أحمد رامي الذي كتب لها حوالي 127 قصيدة، بالإضافة إلى الملحن محمد القصبجي.
- بدأت أم كلثوم تعتمد على نفسها بدلاً من الاعتماد على عائلتها في جميع أعمالها، وأسست فرقة موسيقية خاصة بها بالتعاون مع أفضل الموسيقيين، مما ساهم في تطوير أسلوبها وأدائها.
- توجهت بعد ذلك إلى الغناء المنوع، بما في ذلك الأغاني الرومانسية والأغاني الوطنية وغيرها.
- في عام 1930، خاضت تجربة التمثيل وشاركت في عدة أفلام مثل “وداد” و”نشيد الأمل”، حيث قوبلت بأصداء إيجابية رغم قلة خبرتها.
- حصلت على وسام الكمال من الملك فاروق، ولقبت أيضاً بلقب “صاحبة العصمة”.
- توسعت أعمالها، وشملت أنشطة تطوعية، حيث قامت بتنظيم حفلات في الدول العربية لجمع التبرعات لضحايا ثورة يوليو.
- قدمت أولى أغنياتها بالاشتراك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب بعنوان “أنت عمري”، والتي نالت إعجاب جمهور كبير.
أشهر مقولة لأم كلثوم
لم يكن من السهل على والدي قبول فكرة الغناء أمام الرجال الذين لا يعرفهم. لكن، ساعدني الغناء على دعم أسرتي ماليًا. لذلك، كان يملي عليّ أن أرتدي زي الصبي ويقدمني للجمهور بهذا الشكل. استمررت على هذا النحو لعدة سنوات، لأنه كان يريد أن يقنع نفسه والآخرين بأني صبي وليس فتاة.
وفاة المطربة أم كلثوم
فقدت أم كلثوم حياتها بعد صراع طويل مع مرض فشل القلب، حيث تدهورت صحتها بشكل يومي حتى توفيت في عام 1975، وقد كانت جنازتها من أكبر الجنازات في تاريخ البلاد، حيث شهدت حشودًا ضخمة أكبر من جنازة الرئيس جمال عبد الناصر.
على الرغم من رحيلها، لا يزال صوتها حيًا بيننا، حيث نسمع أغانيها وقصائدها في كل مناسبة وطنية ودينية.