يُعتبر ثيودور روزفلت واحدًا من أكثر رؤساء الولايات المتحدة شهرة، حيث تميز بشخصيته النزيهة والشريفة. وقد تمتاز فترة حكمه بعدم وجود فساد، مما جعل الكثير من المؤرخين يرون فيه واحدًا من أعظم الرؤساء الأميركيين على مر العصور، ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل أيضًا في حياته الشخصية. كان روزفلت كاتبًا، مستكشفًا، مؤرخًا، رائدًا في الفنون القتالية مثل الجودو والملاكمة، بالإضافة إلى كونه راعيًا للأغنام وعالمًا في المخلوقات الحية وناشطًا بيئيًا. وقد حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك. سنعرض في هذا المقال أبرز محطات حياته.
نبذة عن ثيودور روزفلت
وُلد روزفلت في 27 أكتوبر 1858 في مدينة مانهاتن بولاية نيويورك، وهو الابن لرجل الأعمال المعروف ثيودور روزفلت ووالدته الأرستقراطية مارثا ستيوارت. كان ثالث أربعة أشقاء، وعانت والدته من الربو منذ نشأته، حيث كانت تعاني من نوبات صعبة تجعلها تشعر باقتراب الموت، الأمر الذي لم يُستطع للطب أن يُعالجها، فيما عجز والديه عن مساعدتها.
رغم معاناته من مرض خطير، كان الطفل نشيطًا وذكيًا ولديه إصرار على التعلم وحب للاستكشاف. في سن السابعة، نشأ لديه شغف رائع بعالم الحيوانات، وفي التاسعة أعد ورقة بحثية بعنوان “التطور الطبيعي للحشرات” مما منحه مكانة متميزة لدى والده مقارنة بإخوته.
حصل روزفلت على تعليم منزلي بسبب الربو الذي كان يُعاني منه، مما ساعده على صقل مهاراته المعرفية بعيدًا عن قيود المناهج التقليدية. وبفضل ذلك، تمكن من الالتحاق بجامعة هارفارد. نصحه والده بضرورة الاعتناء بصحته أولًا، ثم بأخلاقه، وأخيرًا بدراسته، لأنه كان يعرف مقدار شغف ابنه بالعلم. خلال دراسته في الجامعة، تألق روزفلت في مجالات العلوم والفلسفة والبلاغة، لكنه واجه صعوبة في اللغات اللاتينية، رغم حبه للغة الفرنسية، إلا أنه لم يكن متحمسًا لدراسة اللغات بشكل عام.
حصل على لقب مؤرخ بعد نشره لكتابه “الحرب البحرية في 1812” عام 1882، مما جعله يدخل عالم السياسة، حيث تولى رئاسة حزب الجمهوريين في مجلس نيويورك التشريعي. لكن وفاة والدته وزوجته تركت أثرًا عميقًا فيه، مما جعله يدخل في حالة اكتئاب، فابتعد عن الحياة السياسية واعتزل في الطبيعة كراعٍ للأغنام.
بعد أن تغلب روزفلت على حزنه، عاد إلى الحياة السياسية بحماس وترشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك عام 1886، إلا أنه لم يكن معروفًا بما يكفي ليفوز بالمنصب. ومع ذلك، تم تعيينه مساعدًا لوزير البحرية، لكنه شعر سريعًا بالملل واستقال لينضم إلى الجيش الأمريكي للدفاع عن بلاده ضد إسبانيا. هذه الخطوة ساهمت في garnering his popularity، مما أتاح له فرصة الفوز بمنصب عمدة نيويورك في عام 1898، ثم نائب الرئيس تحت قيادة وليام ماكينلي، الذي اغتيل في سبتمبر 1901، ليصبح روزفلت هو رئيس الولايات المتحدة، وأصغر رئيس في تاريخ البلاد عند توليه المنصب في سن الثانية والأربعين.
خلال فترة رئاسته، اتبع سياسة “الاتفاق العادل” التي رمت إلى التركيز على قضايا الشعب وحل مشكلاتهم الاقتصادية. كما عمل على تحسين البنية التحتية للبلاد وإصلاح خدمات السكك الحديدية، واهتم بمجال الزراعة، مؤكدًا على ضرورة القضاء على الاستخدام المفرط للمبيدات. ولم ينسَ روزفلت حبه للحيوانات والبيئة، حيث أطلق حملات للحفاظ على المساحات الخضراء وأسس العديد من الحدائق الوطنية مع الحرص على حماية الغابات.
على الصعيد السياسي، سعى جاهداً لرفع مكانة البلاد على المستوى الدولي من خلال تعزيز أسطولها البحري وتحسين قدراته. وفي خطوة لافتة، أمر بجولة حول العالم لإظهار قوته كمؤسسة، وساهم في نشر السلام عبر التدخل لإنهاء الحرب الروسية اليابانية، مما جعله يحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1906.
بعد انتهاء فترة رئاسته، قرر روزفلت تخصيص وقته لاستكشاف الطبيعة من خلال رحلات إلى أفريقيا وأوروبا استمرت لسنوات. ثم عاد للترشح لفترة رئاسية جديدة لكنه لم يحقق الفوز، ليعود بعدها لاستكشاف أمازون التي أدت به للإصابة ببعض الأمراض الاستوائية، والتي توفي بسببها في 6 يناير 1919 عن عمر يناهز 60 عامًا.
للمزيد من المعلومات حول رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، يمكنك زيارة الرابط التالي: ()
المصادر: ،.