محتويات
علماء الكيمياء المسلمين البارزين
قبل أن نستعرض أسماء العديد من علماء الكيمياء المسلمين، يجدر بنا أن نتعرف على أن علم الكيمياء هو علم أصيل ينتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية. فقد تم استخدام مصطلح “الكيمياء” لأول مرة في التاريخ الإسلامي، وتحديدًا في القرن الثامن الهجري، حيث استطاع المسلمون العرب أن يحققوا إنجازات كبيرة في مختلف العلوم. وكانت الكيمياء من بين تلك العلوم التي شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل الجهود المبذولة منقبل العلماء المسلمين. اشتق اسم الكيمياء من الكمية، حيث كانوا يعبرون عن إضافة مقدار معين من مادة إلى كميات أخرى، مما يشير إلى دورهم في تأسيس نظرية النسبة في تفاعل المواد، وذلك قبل حوالي خمسة قرون من زمن العالم الكيميائي “براوست”. في هذا المقال، سنستعرض أبرز علماء الكيمياء المسلمين وأهم إنجازاتهم.
جابر بن حيان
- جابر بن حيان، المولود عام 721 ميلادي والمتوفي عام 815 ميلادي في إيران، هو أحد أهم علماء القرون الوسطى، ويعرف بلقب “أبو الكيمياء” لما قدمه من تأثيرات جليلة في هذا المجال.
- كان يُكنى بـ “نور الإلهام”، وقد أسهم بشغفه الكبير في تطوير العديد من النظريات الكيميائية.
- تُعتبر أعماله العلمية التي وضعت في القرنين التاسع والعاشر الميلادي باللغة العربية محورية، وتعود إلى جابر بن حيان بصفة عامة.
- وضع أبو الكيمياء نظرية حول تكوين المعادن من الزئبق والكبريت، مما فتح المجال لدراسة تحول المعادن إلى ذهب بعدة طرق.
- كان له دور أيضًا في الإشارة إلى زيادة وزن المعادن عند تسخينها، بالإضافة إلى أنه اكتشف غاز ثاني أكسيد المنغنيز المستخدم في صناعة الزجاج.
- علاوة على الكيمياء، كان جابر بن حيان عالمًا بارعًا في مجالات الطب والفلسفة والفلك، مما جعله شخصية متكاملة ورائدة ساهمت في اكتشاف أحماض جديدة مثل حمض الكبريتيك وحمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك.
- يُعَد جابر بن حيان أول من صنف المواد حسب خصائصها، حيث قسمها إلى الأغوال والمركبات والمعادن.
- كشف أيضًا أن المواد القابلة للاشتعال تطلق الكبريت عند احتراقها، وكان من الأوائل الذين استخدموا الميزان لقياس الكميات في تجاربه.
أشهر علماء الكيمياء المسلمين
لم يقتصر ظهور علم الكيمياء على بدايته مع جابر بن حيان، بل تطور بشكل ملحوظ بفضل جهود العديد من العلماء المسلمين الذين أضافوا لبنات جديدة في هذا العلم، وسنستعرض أبرز هؤلاء العلماء فيما يلي.
أبو بكر الرازي
- يُعَتَبَر أبو بكر الرازي أحد أبرز علماء الإسلام وفلاسفتهم، ولد في الري وعاش بين عامي 865 و923 ميلاديًا، وتوفي في بغداد.
- كان له دور مهم في مجال الطب، حيث قدم إسهامات كبيرة في هذا الحقل، ولذلك يُلقب بـ “أبو الطب”، كما ساهم في تأسيس علم الكيمياء الحديث.
- تقسّم المواد في أعماله إلى أربع فئات: المواد المعدنية والنباتية والحيوانية والمشتقة، واعتمد أساليب مبتكرة لتحضير مجموعة من الأحماض، والتي لا يزال الكثير منها مستخدمًا في العصر الحديث.
- أحد أبرز إنجازاته كان استخلاص الكحول باستخدام تقنيات التقطير من المواد النشوية والسكريات المختمرة، بجانب عمله في تصنيف المعادن إلى ستة أصناف وفقًا لطبيعتها.
عز الدين الجلدكي
- عُرِف عز الدين الجلدكي بأنه من أعظم علماء القرن الثامن الهجري، حيث كانت له إنجازات جمة في الكيمياء.
- سُجل له اكتشاف حمض النتريك، والذي ساعد في فصل المعادن، وكان من أوائل العلماء الذين بحثوا في تفاعلات المواد الكيميائية بنسب محددة.
- كما قام بصنع الصابون عبر إضافة مواد كيميائية للصودا الكاوية، مما أدى إلى تطوير منتجات التنظيف.
- قدم الجلدكي تفسيرات مهمة حول الألوان التي تظهر عند تفاعل المواد الكيميائية، وكان حذرًا من استنشاق الغازات الناتجة عن هذه التفاعلات.
أفضل علماء الكيمياء في التاريخ
يصعب تحديد “أفضل” عالم في تاريخ الكيمياء، حيث أن كل عالم يبني على إنجازات سابقيه، ويستمرون في تطوير أفكار بعضهم البعض. ولذلك، سنستعرض في الفقرات التالية مجموعة من أشهر العلماء وما حققوه من نقاط فارقة في مجال الكيمياء.
أوبنهيمر
- يُعرف يوليوس روبرت أوبنهايمر بأنه أحد أبرز الأسماء في التاريخ، حيث وُلد عام 1904 وتوفي عام 1967، وكان مديرًا لمختبر لوس ألاموس أثناء تطوير القنبلة الذرية.
- تولى أوبنهيمر قيادة اللجنة الأمريكية المسؤولة عن تطوير السلاح النووي خلال الحرب العالمية الثانية، ويلقب بـ “أبو القنبلة النووية”، وقد حصل على جائزة إنريكو فيرمي.
انطوان لافوازيه
- وُلد انطوان لافوازيه عام 1734 وعُرف بلقب “أبو الكيمياء الحديثة” نظرًا لاكتشافاته الثورية في علم الكيمياء.
- كان أول من اكتشف الأكسجين وبيّن دوره في ظاهرة الاشتعال، كما أكد أن الماء هو مركب مكون من الأكسجين والهيدروجين.
- ألف كتاب “مبادئ الكيمياء” في عام 1789، حيث عَرَض فيه اكتشافاته وابتكاراته في هذا الحقل.